كل المقالات كتب الشركة مع الله | كتاب حياة الرجاء

الشركة مع الله | كتاب حياة الرجاء

· · 347 كلمة · 2 دقيقة قراءة
كتاب حياة الرجاء ▹

25- بأنواع وطرق شتى 🔗

إن الله له طرق كثيرة في اقتياد الناس إلى الخلاص..

البعض يدعوهم إليه والبعض يتركهم إلى حين، إلى أن يلهب قلوبهم بالحب والاشتياق إليه. والبعض يجتذبهم بالتجارب والضيقات، مثلما قاد يونان إلى الطاعة بحوت ابتلعه، واجتذب أهل السفينة إلى الإيمان بإثارة البحر عليهم ثم تهدئته، والبعض يقودهم بمجرد الإنذار مثلما فعل مع أهل نينوى.

أتشكو من التجارب والضيقات؟ ربما سيخلصك الرب بالضيقات!

ربما أنت من النوع الذي لا يصلح معه سوى هذا الأسلوب، أو يكون هذا الأسلوب أكثر سرعة في اجتذابك إلى الله.

فإن أتتك التجارب، لا تتضايق. لعلها لخيرك.

خُذ الخير الذي في التجارب، ولا تُرَكِّز على ما فيها من ألم.

أن الله لا يحب أن يستخدم العنف معك. ولكن إذا كان هذا العنف -في حدود احتمالك- نافعًا لك روحيًا، فلا مانع منه ونفس الوضع نقوله إلى حين.. ونفس الوضع نقوله من جهة. الله يحددها حسب الصالح.. هناك طعام لا يحتمل سوى ربع ساعة على النار لكي ينضج، بينما طعام آخر قد يحتاج إنضاجه إلى ساعتين أو أكثر..

فلا تفقد رجاءك لطول المدة. إن ذلك لخيرك..

أما إن كنت ضعيفًا ولا تقدر، فالله قادر أن يعينك.

إن سعي الله لخلاصنا، ليس معناه أن نأخذ موقفًا سلبيًا على طول الخط، وعمل النعمة لا يساعد على الكسل. فأمامنا قول الرب: “كم مرة أردت.. ولم تريدوا..” (متى 23: 37). قل له: “توبني فأتوب”، “أرددني فاخلص” ولكن سلم إرادتك له. وثق أنه سيعمل فيك، وسيقويك.. وسيقودك في موكب نصرته، بالطريقة التي تناسب طبيعتك. وعند الله طرق كثيرة..

وإن كان جهدك قليلًا، كن أمينًا في هذا القليل.

إن صاحب الوزنتين سر به الله، وأعطاه نفس الطوبى التي نالها صاحب الخمس وزنات (متى 25: 23، 21). وقال له كما قال لذاك: “ادخل إلى فرح سيدك”. طبيعتك. المهم أن تكون أمينًا في القليل الذي عندك.

وأن كنت لا تملك في روحياتك حتى القليل، الله قادر أن يعطيك. وإن كنت غير قادر على الأمانة في القليل، قل له أعطني يا رب القدرة والأمانة من عندك.

إن الله الذي نفخ في التراب، وجعله نفسًا حية، قادر أن ينفخ فيك ويجعلك روحًا حية في ملكوته..


يُمكنك قراءة كتاب حياة الرجاء على هاتفك الأندرويد عبر تطبيق كتب البابا، نزله من هنا .

كتاب حياة الرجاء ▹
مشاركة: